مازال مسلسل تهويد المدينة المقدسة مستمرا بتسارع لم يسبق له مثيل، وما زالت حلقات تهويد المسجد الأقصى متتالية ومتلاحقة، ومازالت المؤسسة الصهيونية ماضية في إضفاء الصبغة اليهودية على محيط المسجد الأقصى والبلدة العتيقة، فلم تنته هذه المجزرة الحضارية والإنسانية ولن تنته بنظر الصهاينة إلا بالاستيلاء الكامل على المسجد الأقصى، وتحويل محيطه إلى واقع يهودي، ومن ثم بناء المعبد المزعوم، ولم يكن افتتاح كنيس الخراب على بعد عشرات الأمتار غرب المسجد الأقصى نهاية الطريق لدى الصهاينة، فما زال العمل مستمرا بمشاريع تهويدية عديدة كلها تجاور المسجد الأقصى، وكلها تصب في هدف تحويل هذا المسجد ومحيطه إلى الطابع اليهودي المزعوم.
فقد أعلنت المؤسسة الصهيونية مؤخرا عن افتتاح كنيس الخراب والذي كان همُّ إقامته الأكبر هو تهويد المدينة وإضفاء صبغة يهودية مقدسة عليها، وذلك على حساب المقدسات الإسلامية والمسيحية والوجود العربي في المدينة، وكخطوة متقدمة في التحضير لإقامة المعبد المزعوم مكان المسجد الأقصى وإن طالت الفترة الزمنية أو قصرت.
لقد شهد افتتاح هذا الكنيس الصهيوني الخطير جدا في الموضع والحجم والغايات صمتا رسميا منقطع النظير، وحراكا شعبيا وإسلاميا خجلا على استحياء، وقد سبق افتتاح هذا الكنيس رفض ومقاومة مقدسية كانت هي الوحيدة في المنطقة ولم تنته جولاتها وتبعاتها إلى الآن في مدينة القدس وضواحيها ، وكأن المدينة المقدسة باتت لا تعني أحدا إلا أهل بيت المقدس وبعض شرفاء الأمة، وكأن الأنظمة العربية الرسمية والشعبية بِصمتها قد تنازلت عن قبلتها الأولى، وأعطتها لقمة صائغة للصهاينة!.
في ظل هذا الصمت والتخاذل العربي والرسمي فإن المؤسسة الصهيونية سوف تبدأ بتنفيذ خطوات أكثر خطورة في قضية المسجد الأقصى، وأكثر تقدما في التحضير لتقسيمه والسيطرة الكاملة عليه، من ثم تحويله لمعبد توراتي على غرار المسجد الإبراهيمي الذي خذلته الأمة الإسلامية والعربية من قبل.
فهاهي الجماعات الصهيونية المتطرفة بدأت تحضّر لتنفيذ أهم طقوس الهيكل داخل المسجد الأقصى، وذلك بعد أن قامت المؤسسة الصهيونية بتنفيذ اقتحامات متعددة للمسجد الأقصى بكل الظروف والأوقات، وأجرت تدريبات وتحضيرات مختلفة لدخول القوات الصهيونية داخل الأقصى والسيطرة على ساحاته الداخلية واقتطاع أجزاء منه حتى في أوقات الذروة مثل صلاة الجمعة، والتمركز فوق مصلياته وأبنيته وإغلاق جميع منافذ المسجد والبلدة، ونفذت ذلك فعلا خلال شهر مارس من العام الجاري، فقد بدأت الجماعات الصهيونية المتطرفة تعلن عن أوقات عديدة لاقتحام الأقصى وتتذرع بأي ذريعة لدخوله وتدنيسه بطقوسها التوراتية، وإن هذه الأعياد ستكون ذريعة كبيرة لتنفيذ التقسيم الجزئي على المسجد الأقصى والسماح للمتطرفين بتنفيذ طقوس المعبد داخل المسجد الأقصى، كلها خطوات استباقية لفرض التقسيم على المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود المغتصبين!.
أما عن المشروعات التهويدية التي تنفذها المؤسسة الصهيونية في محيط المسجد الأقصى، فكان على رأس القائمة بعد إعلان افتتاح كنيس الخراب، مشروع آخر تهويدي واسع له أبعاد دينية وفكرية خطيرة جدا على المدينة المقدسة ومسجدها.
فكان مشروع
قام مركز نار التوراة خلال السنوات الماضية بجمع تبرعات من يهود العالم ودعاة الفكر الصهيوني لإقامة متحف يكون الأكبر من نوعه في المنطقة والأضخم والأقرب من المسجد الأقصى، فقاموا بوضع تصور لبناء متحف سمي بمتحف الهيكل الثالث لقربه من هضبة بيت المقدس ( جبل الهيكل كما يدعون ) وللرسالة التي سيؤديها هذا المتحف ولقرب موعد بناء الهيكل الثالث كما يزعمون!، فكانت تكلفة هذا المشروع التهويدي تزيد عن 20 مليون دولار تبرع بأغلبها الممثل الأمريكي كيرك دوجلاس وابنه الممثل مايكل دوجلاس لصالح المعهد.
فباشرت المؤسسة الصهيونية ببناء هذا المتحف الصهيوني الضخم داخل المبنى الإسلامي المطل على المسجد الأقصى خلال تسعينيات القرن الماضي حتى انتهت من بناء هذا المتحف مع نهاية عام 2009، حتى أصبح هذا المتحف قاب قوسين من الافتتاح خلال الأيام القادمة!.
يتكون هذا المتحف الضخم من سبعة طبقات اثنتين فوق الأرض بالإضافة إلى سقف المبنى، وخمس طبقات داخل الصخر أسفل مستوى الساحة العلوية من حارة الشرف، وتبلغ المساحة الكلية لهذا المتحف ( متحف الهيكل الثالث ) أربعة دونمات ونصف 4,565 m2، ويوجد داخل قاعاته المتعددة والمتفرقة ما يقارب الـ 800 مقعد وتطل 40 % من واجهة المتحف على حائط وساحة البراق، ويضم هذا المتحف في داخله عددا كبيرا جدا من الغرف والقاعات وصالات الطعام والاحتفالات والعرض السينمائي، وقاعات المؤتمرات والتعليم ومعارض تتركز في بث مفاهيم بناء الهيكل المزعوم ، وعرضا تاريخيا عبريا موهوما وباطلا في مدينة القدس.
قاعات ومستويات المتحف الصهيوني ( متحف المعبد الثالث )
تبلغ مساحة سقف المتحف ما يزيد عن نصف دونم 510 متر مربع، ويطل مباشرة على حائط البراق والمسجد الأقصى بواجهته الأطول، وقد أقيم فوق سقف هذا المتحف عدة حفلات زواج وبلوغ للصهاينة، وكانت قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى هي خلفية منصة حفل الزواج، في خطوة ترويجية واضحة لتهويد المسجد الأقصى، وقد جهز السقف لجعله كنيسا يهوديا أو منصة احتفال أو صالة زفاف حسب الحاجة، و يكون المسجد الأقصى المشهد الواضح فيها.
ومن أبرز ما وضع في سقف المتحف هو ذلك المجسم الإلكتروني المتنقل والأكبر للهيكل، وضع هذا المجسم في شهر 8-2009 في وسط سقف المتحف، ويعد هذا المجسم الأخطر على الإطلاق بين مجسمات المعبد كلها كونه لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المسجد الأقصى.! ويتم توضيح المزاعم التوراتية وطقوس المعبد وشرحها على هذا المجسم تفصيلا وخاصة أن هضبة بيت المقدس ( جبل المعبد كما يزعمون ) تقع خلفه مباشرة.!
كما تسعى المؤسسة الصهيونية من خلال هذا المتحف لتهويد المشهد البصري ليس لمدينة القدس فحسب إنما يتعداها إلى ما بعد المدينة المقدسة وحتى ما بعد فلسطين!!، فقد قامت المؤسسة الصهيونية بتزويد سقف المتحف بتلسكوبين متطورين جدا بلغت تكلفتهما 54 ألف دولار، وتهدف المؤسسة الصهيونية من خلال هذين التلسكوبين وضع السائح والزائر للمتحف في مشهد بانورامي انطلاقا من حائط البراق مرورا بالجامعة العبرية المقامة فوق جبل المشهد ومرورا بجبل الزيتون وصحراء الضفة وحتى البحر الميت وجبال مؤاب في الأردن.!
وبجانب المسجد الأقصى قد أقام الصهاينة موائدا للسكر والنجاسة، فهاهم فوق سقف هذا المتحف يقيمون موائدا للاحتفالات ولتناول المنكرات، ولوضعها أمام المسجد وجعل خلفية هذه المائدة المسجد الأقصى متعمدة إبراز تلك المشروبات والأقصى خلفها مباشرة!!.
وفي مشهد آخر فقد أصبحت قبة الصخرة قلب المسجد الأقصى خلفية لحفلات زفاف الصهاينة فوق سقف هذا المتحف، إذ يتم نصب منصة الزفاف فوق سقف المتحف وإقامة حفلات الزفاف فوقه وحفلات البلوغ عند الصهاينة.!
وقد جهز سقف المتحف في الجهة الشمالية منه بمدرج صغير بلغت تكلفته 180 ألف دولار يتسع لأربعين شخصا بشكل نصف دائري يحيط بقبة المتحف لجعله مكانا هاما لمشاهدة حائط البراق ( المبكى كما يزعمون )، ومن ثم بث الأكاذيب والتاريخ المزور حول المسجد الأقصى وحائط البراق. و قد جهز المكان نفسه لجعله كنيسا يهوديا تقام فيه الصلوات ويرفع فيه تابوت الشريعة أمام المسجد الأقصى، ويرتدي الصهاينة التفلين والطاليت وهم يقفون أمام جبل بيت المقدس.
في هذا المستوى يوجد مجموعة من الغرف الصغيرة، و قاعتي عرض وتعريف بحائط البراق وتاريخ الشعب اليهودي بنظرة توراتية مزورة، ويوجد داخله أيضا عدة قاعات للاجتماعات والطعام، كما يتخلله منفذ يطل على ساحة البراق حتى يتم ترسيخ مشهد التهويد الذي يبث في عقول الزوار خلال العروض التزويرية،
ومن أبرز ما وضع داخل هذا المستوى من المتحف ما يلي:
تلك القاعة الكبيرة الموجودة في جنوب المتحف والتي تحتوي على عدد كبير من المقاعد وقد بلغت تكلفة إقامة هذه القاعة 432 ألف دولار، وتستخدم هذه القاعة لعرض ما يدعي اليهود بأنه تاريخ الدولة العبرية منذ آلاف السنين، ويتم داخلها تدريب الزوار على صلاة البكاء أمام الحائط ليخرجوا بعد ذلك فيطبقوه فعلا أمام حائط البراق.!
كما يحتوي هذا المستوى من المتحف على عدد من غرف الاجتماعات الخاصة بكبار المتبرعين ورجال الدولة العبرية، وغرف الطعام وكذلك غرف الراحة، والتي تطل مباشرة على حائط البراق وعلى المسجد الأقصى!.
وفي قاعته الكبيرة قد ضم المتحف مجموعة لوحات جدارية زجاجية دونت فيها أسماء المتبرعين لإقامة هذا المتحف وأسماء عائلاتهم ونبذة عنه، كما أن متحف الهيكل الثالث يحتوي على سلسلة زجاجية ضخمة يبلغ طولها 3.5م تقريبا وعرضها مترين، قد صنعت من الزجاج على شكل الماء والنار كرمز لمركز نار التوراة وقد تدلت هذه السلسلة من قبة المتحف البارزة وحتى المستوى السادس.
كما وزع في الجهة الغربية من هذا المستوى عدد من المراحيض ودورات المياه لخدمة زوار المتحف.
هذا القسم يعتبر المستوى الأرضي بالنسبة لحارة الشرف، أي ما يعرف بحارة اليهود اليوم بعد أن هدمت حارة الشرف وأبيدت وحل محلها الحي اليهودي المغتصب.
يدخل السواح والزوار من مدخل كبير وضخم وضع لهذا المتحف من الحي المطل عليه، وكان له دور كبير في تهويد المنطقة فقد صمم هذا المدخل بما يناسب المعتقدات التوراتية والمزاعم الصهيونية ووضعت أمامه شجرة زيتون معمرة.
ويوجد داخل هذا المستوى كسابقه عددا من الغرف والقاعات لتدريب أبناء الدولة العبرية الغاصبة على طقوس المعبد ومزاعم التوراة، كما يحتوي هذا المستوى على قاعة كبيرة للاحتفالات واستقبال الشخصيات والزوار تقع مباشرة أسفل سلسلة المتحف بلغت تكلفتها ما يزيد عن مليون دولار.
المستوى الخامس في المتحف
يقع هذا المستوى أسفل مستوى الحي اليهودي بأربعة أمتار، ويتكون من قاعة عرض وندوات ومؤتمرات، وقاعة كبيرة تم دمجها وتحويلها إلى مطعم سياحي ضخم، وصالة احتفالات كبيرة تطل مباشرة على حائط البراق ويتخللها مرقص تقام فيه حفلات الرقص مطلة على حائط البراق.!
المستوى الرابع والثالث في المتحف
يطل المستوى الرابع في المتحف على المستوى الثالث إذ ينخفض عن مستوى الحي اليهودي تقريبا 12 مترا، وأبرز ما بداخل هذا المستوى من القاعات هي تلك القاعة التي تتوسطه والتي تكفل في بنائها الممثل كيرك دوجلاس وابنه الممثل مايكل دوجلاس، فدعي هذا المستوى باسمهم وجعلت القاعة الكبيرة داخل المستوى لتكريس دعمهم للمعبد، ولإقامته على أنقاض المسجد الأقصى ولنشر الثقافة العبرية حول المعبد ونشر أعمال كلا الممثلين الصهيونيين.!
المستوى الثاني داخل المتحف
يطل هذا المستوى على ساحة حائط البراق وهو محفور بالصخر الطبيعي، وقد تم فتح مخرج صغير له يطل مباشرة على حائط البراق ويوجد داخله قاعات الاستقبال وشاشات عرض واسعة وبرامج الاحتفالات داخل المتحف، وقد بلغت تكلفة قاعة الاستقبال فيه مليوني دولار.
أخيرا المستوى الأول هو عبارة عن تسوية وفيه مولدات الكهرباء والخدمات للمتحف!
متحف الهيكل الثالث بحجمه الضخم، وبموقعه وبتعدد أغراضه وباتساع أهدافه وبحجم التبرعات التي صبت فيه بكل ما يحتويه، هو متحف تهويدي من الدرجة الأولى، وخطوة خطيرة جدا في تهويد محيط المسجد الأقصى، بل وتهويد المدينة المقدسة وما بعدها. هذا المتحف الضخم يمثل خطوة متقدمة في التمهيد والتأسيس لبناء المعبد مكان المسجد الأقصى، ولقد تنبه أثرياء الصهاينة وحملة الفكر الصهيوني لأهمية مثل هذه المشاريع في بث الأفكار والمعتقدات التوراتية وتهويد المدينة والمسجد، فقد ساهموا في إقامتها بل وتكفلوا بكل نفقاتها، فهاهم يجمعون أموالهم من كل العالم ويجمعون التبرعات من مئات الشخصيات ليقام هذا المتحف التهويدي الضخم الذي يخدم قضية زعموها وصدقوها وأصبحت واقعا يفرض على المدينة المقدسة، أما أثرياء أمتنا وأصحاب الأموال عندنا ليس لهم هم إلا الإفساد ونشره لهدم القضية وإضاعة الهدف، أصحاب الملايين في أوطاننا يتسابقون في محو هويتهم ويتنافس بعضهم على كل ساقط ووضيع، فأين نحن من هؤلاء الذين زعموا واخترعوا الأكاذيب ولتصديقها وتحقيقها أنفقوا الملايين، ونحن أصحاب الحق ماذا قدمنا للأقصى وهو حقنا والتاريخ يشهد بذلك؟!!
المعهد إيش هتوراة ماض قدما في إقامة هذا المركز والمتحف أمام الأقصى ليبدأ الصهاينة بعده بإقامة كنيس نور يروشالايم ( قدس النور ) وليزداد التهويد وليزحف حتى يغطي على الأقصى بمعالمه، فهل نظل صامتين كعادتنا وكما وقفنا ننظر ونرتقب متى يفتتح كنيس الخراب؟! وهل سيتكرر المشهد أمام هذا المتحف؟! والذي افتتحت المؤسسة الصهيونية بالفعل جزء منه ولم يبقى فيه إلا بعض الرتوش كي يكون جاهزا للافتتاح القريب.
يا أبناء أمتنا وأتباع رسالة خاتم النبيين، ويا أصحاب الحق الوحيد في الأقصى ومن لكم حق السيادة في الأرض المقدسة، يامن تؤمنون بسورة الإسراء، مازلنا نعول عليكم فليس للأقصى غيركم وإن خذلتموه فلن يغفر لكم وستكتبون في صفحة المتخاذلين، وسيلاحقكم ذنبكم، وسيسألكم حينها ربكم عن تفريطكم بقبلتكم الأولى وبمعراج
نبيكم..[/size]فقد أعلنت المؤسسة الصهيونية مؤخرا عن افتتاح كنيس الخراب والذي كان همُّ إقامته الأكبر هو تهويد المدينة وإضفاء صبغة يهودية مقدسة عليها، وذلك على حساب المقدسات الإسلامية والمسيحية والوجود العربي في المدينة، وكخطوة متقدمة في التحضير لإقامة المعبد المزعوم مكان المسجد الأقصى وإن طالت الفترة الزمنية أو قصرت.
لقد شهد افتتاح هذا الكنيس الصهيوني الخطير جدا في الموضع والحجم والغايات صمتا رسميا منقطع النظير، وحراكا شعبيا وإسلاميا خجلا على استحياء، وقد سبق افتتاح هذا الكنيس رفض ومقاومة مقدسية كانت هي الوحيدة في المنطقة ولم تنته جولاتها وتبعاتها إلى الآن في مدينة القدس وضواحيها ، وكأن المدينة المقدسة باتت لا تعني أحدا إلا أهل بيت المقدس وبعض شرفاء الأمة، وكأن الأنظمة العربية الرسمية والشعبية بِصمتها قد تنازلت عن قبلتها الأولى، وأعطتها لقمة صائغة للصهاينة!.
في ظل هذا الصمت والتخاذل العربي والرسمي فإن المؤسسة الصهيونية سوف تبدأ بتنفيذ خطوات أكثر خطورة في قضية المسجد الأقصى، وأكثر تقدما في التحضير لتقسيمه والسيطرة الكاملة عليه، من ثم تحويله لمعبد توراتي على غرار المسجد الإبراهيمي الذي خذلته الأمة الإسلامية والعربية من قبل.
فهاهي الجماعات الصهيونية المتطرفة بدأت تحضّر لتنفيذ أهم طقوس الهيكل داخل المسجد الأقصى، وذلك بعد أن قامت المؤسسة الصهيونية بتنفيذ اقتحامات متعددة للمسجد الأقصى بكل الظروف والأوقات، وأجرت تدريبات وتحضيرات مختلفة لدخول القوات الصهيونية داخل الأقصى والسيطرة على ساحاته الداخلية واقتطاع أجزاء منه حتى في أوقات الذروة مثل صلاة الجمعة، والتمركز فوق مصلياته وأبنيته وإغلاق جميع منافذ المسجد والبلدة، ونفذت ذلك فعلا خلال شهر مارس من العام الجاري، فقد بدأت الجماعات الصهيونية المتطرفة تعلن عن أوقات عديدة لاقتحام الأقصى وتتذرع بأي ذريعة لدخوله وتدنيسه بطقوسها التوراتية، وإن هذه الأعياد ستكون ذريعة كبيرة لتنفيذ التقسيم الجزئي على المسجد الأقصى والسماح للمتطرفين بتنفيذ طقوس المعبد داخل المسجد الأقصى، كلها خطوات استباقية لفرض التقسيم على المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود المغتصبين!.
أما عن المشروعات التهويدية التي تنفذها المؤسسة الصهيونية في محيط المسجد الأقصى، فكان على رأس القائمة بعد إعلان افتتاح كنيس الخراب، مشروع آخر تهويدي واسع له أبعاد دينية وفكرية خطيرة جدا على المدينة المقدسة ومسجدها.
فكان مشروع
[size=18]متحف المعبد الثالث
مشروع تهويدي آخر ضمن سلسلة المشروعات الصهيونية المتسارعة جوار المسجد الأقصى، والذي تنوي المؤسسة الصهيونية افتتاحه خلال الأشهر القليلة القادمة.
يقع هذا المتحف في أقصى غرب ساحة البراق ، قبالة المسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية ، على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك، داخل مبنى مملوكي قديم بني بين حارتي المغاربة والشرف داخل البلدة العتيقة، استولت عليه المؤسسة الصهيونية بعد أن قامت بهدم حارة الشرف خلال عام 1968، وقد أنشأت المؤسسة الصهيونية داخل هذا المبنى المملوكي مركز توراتي عرف بمعهد إيش هاتوراة ( نار التوراة ) والذي تأسس عام 1974 على يد الحاخام نوح واينبرغ، ويُعنى هذا المعهد بنشر الثقافة العبرية المزورة، وتغيير تاريخ القدس واستقطاب سواح العالم للتعاطف مع الصهاينة، وقد أقام هذا المعهد 26 فرع في العالم واستطاع أن يستقطب أعدادا هائلة من الأجانب ويجند مجموعات من المؤيدين لإقامة المعبد.
مشروع تهويدي آخر ضمن سلسلة المشروعات الصهيونية المتسارعة جوار المسجد الأقصى، والذي تنوي المؤسسة الصهيونية افتتاحه خلال الأشهر القليلة القادمة.
يقع هذا المتحف في أقصى غرب ساحة البراق ، قبالة المسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية ، على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك، داخل مبنى مملوكي قديم بني بين حارتي المغاربة والشرف داخل البلدة العتيقة، استولت عليه المؤسسة الصهيونية بعد أن قامت بهدم حارة الشرف خلال عام 1968، وقد أنشأت المؤسسة الصهيونية داخل هذا المبنى المملوكي مركز توراتي عرف بمعهد إيش هاتوراة ( نار التوراة ) والذي تأسس عام 1974 على يد الحاخام نوح واينبرغ، ويُعنى هذا المعهد بنشر الثقافة العبرية المزورة، وتغيير تاريخ القدس واستقطاب سواح العالم للتعاطف مع الصهاينة، وقد أقام هذا المعهد 26 فرع في العالم واستطاع أن يستقطب أعدادا هائلة من الأجانب ويجند مجموعات من المؤيدين لإقامة المعبد.
قام مركز نار التوراة خلال السنوات الماضية بجمع تبرعات من يهود العالم ودعاة الفكر الصهيوني لإقامة متحف يكون الأكبر من نوعه في المنطقة والأضخم والأقرب من المسجد الأقصى، فقاموا بوضع تصور لبناء متحف سمي بمتحف الهيكل الثالث لقربه من هضبة بيت المقدس ( جبل الهيكل كما يدعون ) وللرسالة التي سيؤديها هذا المتحف ولقرب موعد بناء الهيكل الثالث كما يزعمون!، فكانت تكلفة هذا المشروع التهويدي تزيد عن 20 مليون دولار تبرع بأغلبها الممثل الأمريكي كيرك دوجلاس وابنه الممثل مايكل دوجلاس لصالح المعهد.
فباشرت المؤسسة الصهيونية ببناء هذا المتحف الصهيوني الضخم داخل المبنى الإسلامي المطل على المسجد الأقصى خلال تسعينيات القرن الماضي حتى انتهت من بناء هذا المتحف مع نهاية عام 2009، حتى أصبح هذا المتحف قاب قوسين من الافتتاح خلال الأيام القادمة!.
يتكون هذا المتحف الضخم من سبعة طبقات اثنتين فوق الأرض بالإضافة إلى سقف المبنى، وخمس طبقات داخل الصخر أسفل مستوى الساحة العلوية من حارة الشرف، وتبلغ المساحة الكلية لهذا المتحف ( متحف الهيكل الثالث ) أربعة دونمات ونصف 4,565 m2، ويوجد داخل قاعاته المتعددة والمتفرقة ما يقارب الـ 800 مقعد وتطل 40 % من واجهة المتحف على حائط وساحة البراق، ويضم هذا المتحف في داخله عددا كبيرا جدا من الغرف والقاعات وصالات الطعام والاحتفالات والعرض السينمائي، وقاعات المؤتمرات والتعليم ومعارض تتركز في بث مفاهيم بناء الهيكل المزعوم ، وعرضا تاريخيا عبريا موهوما وباطلا في مدينة القدس.
قاعات ومستويات المتحف الصهيوني ( متحف المعبد الثالث )
تبلغ مساحة سقف المتحف ما يزيد عن نصف دونم 510 متر مربع، ويطل مباشرة على حائط البراق والمسجد الأقصى بواجهته الأطول، وقد أقيم فوق سقف هذا المتحف عدة حفلات زواج وبلوغ للصهاينة، وكانت قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى هي خلفية منصة حفل الزواج، في خطوة ترويجية واضحة لتهويد المسجد الأقصى، وقد جهز السقف لجعله كنيسا يهوديا أو منصة احتفال أو صالة زفاف حسب الحاجة، و يكون المسجد الأقصى المشهد الواضح فيها.
ومن أبرز ما وضع في سقف المتحف هو ذلك المجسم الإلكتروني المتنقل والأكبر للهيكل، وضع هذا المجسم في شهر 8-2009 في وسط سقف المتحف، ويعد هذا المجسم الأخطر على الإطلاق بين مجسمات المعبد كلها كونه لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المسجد الأقصى.! ويتم توضيح المزاعم التوراتية وطقوس المعبد وشرحها على هذا المجسم تفصيلا وخاصة أن هضبة بيت المقدس ( جبل المعبد كما يزعمون ) تقع خلفه مباشرة.!
كما تسعى المؤسسة الصهيونية من خلال هذا المتحف لتهويد المشهد البصري ليس لمدينة القدس فحسب إنما يتعداها إلى ما بعد المدينة المقدسة وحتى ما بعد فلسطين!!، فقد قامت المؤسسة الصهيونية بتزويد سقف المتحف بتلسكوبين متطورين جدا بلغت تكلفتهما 54 ألف دولار، وتهدف المؤسسة الصهيونية من خلال هذين التلسكوبين وضع السائح والزائر للمتحف في مشهد بانورامي انطلاقا من حائط البراق مرورا بالجامعة العبرية المقامة فوق جبل المشهد ومرورا بجبل الزيتون وصحراء الضفة وحتى البحر الميت وجبال مؤاب في الأردن.!
وبجانب المسجد الأقصى قد أقام الصهاينة موائدا للسكر والنجاسة، فهاهم فوق سقف هذا المتحف يقيمون موائدا للاحتفالات ولتناول المنكرات، ولوضعها أمام المسجد وجعل خلفية هذه المائدة المسجد الأقصى متعمدة إبراز تلك المشروبات والأقصى خلفها مباشرة!!.
وفي مشهد آخر فقد أصبحت قبة الصخرة قلب المسجد الأقصى خلفية لحفلات زفاف الصهاينة فوق سقف هذا المتحف، إذ يتم نصب منصة الزفاف فوق سقف المتحف وإقامة حفلات الزفاف فوقه وحفلات البلوغ عند الصهاينة.!
وقد جهز سقف المتحف في الجهة الشمالية منه بمدرج صغير بلغت تكلفته 180 ألف دولار يتسع لأربعين شخصا بشكل نصف دائري يحيط بقبة المتحف لجعله مكانا هاما لمشاهدة حائط البراق ( المبكى كما يزعمون )، ومن ثم بث الأكاذيب والتاريخ المزور حول المسجد الأقصى وحائط البراق. و قد جهز المكان نفسه لجعله كنيسا يهوديا تقام فيه الصلوات ويرفع فيه تابوت الشريعة أمام المسجد الأقصى، ويرتدي الصهاينة التفلين والطاليت وهم يقفون أمام جبل بيت المقدس.
في هذا المستوى يوجد مجموعة من الغرف الصغيرة، و قاعتي عرض وتعريف بحائط البراق وتاريخ الشعب اليهودي بنظرة توراتية مزورة، ويوجد داخله أيضا عدة قاعات للاجتماعات والطعام، كما يتخلله منفذ يطل على ساحة البراق حتى يتم ترسيخ مشهد التهويد الذي يبث في عقول الزوار خلال العروض التزويرية،
ومن أبرز ما وضع داخل هذا المستوى من المتحف ما يلي:
تلك القاعة الكبيرة الموجودة في جنوب المتحف والتي تحتوي على عدد كبير من المقاعد وقد بلغت تكلفة إقامة هذه القاعة 432 ألف دولار، وتستخدم هذه القاعة لعرض ما يدعي اليهود بأنه تاريخ الدولة العبرية منذ آلاف السنين، ويتم داخلها تدريب الزوار على صلاة البكاء أمام الحائط ليخرجوا بعد ذلك فيطبقوه فعلا أمام حائط البراق.!
كما يحتوي هذا المستوى من المتحف على عدد من غرف الاجتماعات الخاصة بكبار المتبرعين ورجال الدولة العبرية، وغرف الطعام وكذلك غرف الراحة، والتي تطل مباشرة على حائط البراق وعلى المسجد الأقصى!.
وفي قاعته الكبيرة قد ضم المتحف مجموعة لوحات جدارية زجاجية دونت فيها أسماء المتبرعين لإقامة هذا المتحف وأسماء عائلاتهم ونبذة عنه، كما أن متحف الهيكل الثالث يحتوي على سلسلة زجاجية ضخمة يبلغ طولها 3.5م تقريبا وعرضها مترين، قد صنعت من الزجاج على شكل الماء والنار كرمز لمركز نار التوراة وقد تدلت هذه السلسلة من قبة المتحف البارزة وحتى المستوى السادس.
كما وزع في الجهة الغربية من هذا المستوى عدد من المراحيض ودورات المياه لخدمة زوار المتحف.
هذا القسم يعتبر المستوى الأرضي بالنسبة لحارة الشرف، أي ما يعرف بحارة اليهود اليوم بعد أن هدمت حارة الشرف وأبيدت وحل محلها الحي اليهودي المغتصب.
يدخل السواح والزوار من مدخل كبير وضخم وضع لهذا المتحف من الحي المطل عليه، وكان له دور كبير في تهويد المنطقة فقد صمم هذا المدخل بما يناسب المعتقدات التوراتية والمزاعم الصهيونية ووضعت أمامه شجرة زيتون معمرة.
ويوجد داخل هذا المستوى كسابقه عددا من الغرف والقاعات لتدريب أبناء الدولة العبرية الغاصبة على طقوس المعبد ومزاعم التوراة، كما يحتوي هذا المستوى على قاعة كبيرة للاحتفالات واستقبال الشخصيات والزوار تقع مباشرة أسفل سلسلة المتحف بلغت تكلفتها ما يزيد عن مليون دولار.
المستوى الخامس في المتحف
يقع هذا المستوى أسفل مستوى الحي اليهودي بأربعة أمتار، ويتكون من قاعة عرض وندوات ومؤتمرات، وقاعة كبيرة تم دمجها وتحويلها إلى مطعم سياحي ضخم، وصالة احتفالات كبيرة تطل مباشرة على حائط البراق ويتخللها مرقص تقام فيه حفلات الرقص مطلة على حائط البراق.!
المستوى الرابع والثالث في المتحف
يطل المستوى الرابع في المتحف على المستوى الثالث إذ ينخفض عن مستوى الحي اليهودي تقريبا 12 مترا، وأبرز ما بداخل هذا المستوى من القاعات هي تلك القاعة التي تتوسطه والتي تكفل في بنائها الممثل كيرك دوجلاس وابنه الممثل مايكل دوجلاس، فدعي هذا المستوى باسمهم وجعلت القاعة الكبيرة داخل المستوى لتكريس دعمهم للمعبد، ولإقامته على أنقاض المسجد الأقصى ولنشر الثقافة العبرية حول المعبد ونشر أعمال كلا الممثلين الصهيونيين.!
المستوى الثاني داخل المتحف
يطل هذا المستوى على ساحة حائط البراق وهو محفور بالصخر الطبيعي، وقد تم فتح مخرج صغير له يطل مباشرة على حائط البراق ويوجد داخله قاعات الاستقبال وشاشات عرض واسعة وبرامج الاحتفالات داخل المتحف، وقد بلغت تكلفة قاعة الاستقبال فيه مليوني دولار.
أخيرا المستوى الأول هو عبارة عن تسوية وفيه مولدات الكهرباء والخدمات للمتحف!
متحف الهيكل الثالث بحجمه الضخم، وبموقعه وبتعدد أغراضه وباتساع أهدافه وبحجم التبرعات التي صبت فيه بكل ما يحتويه، هو متحف تهويدي من الدرجة الأولى، وخطوة خطيرة جدا في تهويد محيط المسجد الأقصى، بل وتهويد المدينة المقدسة وما بعدها. هذا المتحف الضخم يمثل خطوة متقدمة في التمهيد والتأسيس لبناء المعبد مكان المسجد الأقصى، ولقد تنبه أثرياء الصهاينة وحملة الفكر الصهيوني لأهمية مثل هذه المشاريع في بث الأفكار والمعتقدات التوراتية وتهويد المدينة والمسجد، فقد ساهموا في إقامتها بل وتكفلوا بكل نفقاتها، فهاهم يجمعون أموالهم من كل العالم ويجمعون التبرعات من مئات الشخصيات ليقام هذا المتحف التهويدي الضخم الذي يخدم قضية زعموها وصدقوها وأصبحت واقعا يفرض على المدينة المقدسة، أما أثرياء أمتنا وأصحاب الأموال عندنا ليس لهم هم إلا الإفساد ونشره لهدم القضية وإضاعة الهدف، أصحاب الملايين في أوطاننا يتسابقون في محو هويتهم ويتنافس بعضهم على كل ساقط ووضيع، فأين نحن من هؤلاء الذين زعموا واخترعوا الأكاذيب ولتصديقها وتحقيقها أنفقوا الملايين، ونحن أصحاب الحق ماذا قدمنا للأقصى وهو حقنا والتاريخ يشهد بذلك؟!!
المعهد إيش هتوراة ماض قدما في إقامة هذا المركز والمتحف أمام الأقصى ليبدأ الصهاينة بعده بإقامة كنيس نور يروشالايم ( قدس النور ) وليزداد التهويد وليزحف حتى يغطي على الأقصى بمعالمه، فهل نظل صامتين كعادتنا وكما وقفنا ننظر ونرتقب متى يفتتح كنيس الخراب؟! وهل سيتكرر المشهد أمام هذا المتحف؟! والذي افتتحت المؤسسة الصهيونية بالفعل جزء منه ولم يبقى فيه إلا بعض الرتوش كي يكون جاهزا للافتتاح القريب.
يا أبناء أمتنا وأتباع رسالة خاتم النبيين، ويا أصحاب الحق الوحيد في الأقصى ومن لكم حق السيادة في الأرض المقدسة، يامن تؤمنون بسورة الإسراء، مازلنا نعول عليكم فليس للأقصى غيركم وإن خذلتموه فلن يغفر لكم وستكتبون في صفحة المتخاذلين، وسيلاحقكم ذنبكم، وسيسألكم حينها ربكم عن تفريطكم بقبلتكم الأولى وبمعراج
لا يوجد حالياً أي تعليق